الشُّبْهة لا يُرَدُّ عليها بشُبْهة: آدم الإنسان وآدم الرسول
3 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
omuma مسيلى نشيط
عدد الرسائل : 36 نقاط : 54901 تقييم الاعضاء لك : 17 تاريخ التسجيل : 11/05/2009
موضوع: الشُّبْهة لا يُرَدُّ عليها بشُبْهة: آدم الإنسان وآدم الرسول الخميس مايو 21, 2009 1:39 pm
آدم الإنسان وآدمالرسول
لمْ يتمّ الخلط في أمرٍ مَّا ؛ كما تمّ الخلط بين آدميْن :( آدم الإنسان المُجْتَبَى بعد معصيته ) ، و( آدم الرسول عليه السلام المُصْطَفَى ) ، ولمْ يقع إرباك في التوثيق التاريخي ، وفي فهم الروايات ، ومعالجة آيات القرآن ، والخروج بعقيدة سليمة في عصمة الأنبياء وحقل العصمة ومداها ، لو تمَّ تدشين هذا التفريق منذ البداية .
فمع أن قوله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾(آل عمران: 33- 34) ، يُخبرُنا بأن الله تبارك وتعالى اصطفى إنسانًا يُدعَى ( آدم ) ، ومع العلم أن الاصطفاء فعْلُ تنقيةٍ ، واختيارِ فردٍ من مجموعة أفراد ، فلم يتنبَّه أحدٌ أن ( آدم المُصْطَفَى ) هذا هو غير ( آدم المُجْتَبَى ) ؛ بل هذا ( آدم أبو الرسل )، لا ( آدم أبو الإنسان ) ، بدليل قوله تعالى :﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ﴾(آل عمران: 34) ، وقوله سبحانه :﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾(مريم :58) .
فإذا كان ( آدم ) هنا أبو الناس جميعًا ، فما وجه اختصاص النبيّين أنهم من ذرّية آدم الأوّل ؟ فحتى الساقطون والمجرمون هم من ذرّية ( آدَمُ الأوّل المُجْتَبَى ) ، ولا أحد من الناس ممَّن عليه حساب وكتاب إلا من ذرّية آدم الأوّل . أمّا النبيّون- عليهم السلام- المذكورون هنا فهم من ذرّية ( آدم الثاني المُصْطَفَى ) ، وهو أبو الرسل بعده .
بهذا تُزالُ العقدة التي سُجّلت في التوراة بتأريخ عهد ( آدم ) أنه قبل الميلاد بـ( أربعة آلاف سنة ) ، أو أكثر من ذلك ، وهي أوّل ما أَوْرَثَ الوَهْمَ ونَسجتْه وأدخلته على الأمّة ، وتلقّفه النسّابون ، فمضى النسّابون العرب بشبيه ذلك . فـ( آدم ) الذي نَسَلَ ( شِيثًا ) حتّى جاء ( نوح ) ، ليس هو إلا ( آدَمُ الرَّسولُ المُصْطَفَى ) ، ولا علاقة له بـ( آدَمَ الإِنْسان المُجْتَبَى ) ، ولا بزمنه .
وتُحلُّ بهذا معضلة علميّة ، أبى المفسّرون إلا تجاهلها ؛ كأنهم يريدون إلا إيقاع التناقض في كتاب الله سبحانه ، أو صدمه بحقائق العلم . إن الكشف الأحفوري والآثاري للإنسان يثبت سبق الوجود الإنساني التاريخَ التوراتي المُدَّعَى لـ( آدم ) بعشرات الآلاف من السنين . فالفصل بين ( آدم أبي الإنسانيّة ) ، و( آدم الرسول أبي النبيّين ) من بعده منهجيةٌ منطقيّةٌ ، ودقّةٌ قرآنيةٌ ، وتصديقٌ علميٌّ ، وتصويبٌ تاريخيٌّ ، وإيقاعُ اصطلاحٍ وتسالمٍ بين مصادر المعرفة الحقَّة ، وهو في الأخير إصلاحٌ اعتقاديٌّ لجملة من الأمور المتوارثة خطأ . ً
عن مجلة جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية بتصرف
وإضافة إلى ما تقدم نقول :
أولاً- قال الرازي تعقيبًا على قوله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾(آل عمران: 33) ، قال:« أجمعوا على أن المراد بهذا الاصطفاء إنما هو النبوة » . وقال الزجاج :« اختارهم للنبوة على عالمي زمانهم » .
وقال أبو حيان :« ذكر المصطفين الذين يحب اتباعهم ، فبدأ أولاً بأولهم وجودًا وأصلهم ، وثنَّى بنوح عليه السلام ؛ إذ هو آدم الأصغر ، ليس أحد على وجه الأرض إلاَّ من نسله ، ثم أتى ثالثًا بآل إبراهيم ، فاندرج فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المأمور باتباعه وطاعته ، وموسى عليه السلام ، ثم أتى رابعًا بآل عمران ، فاندرج في آله مريم وعيسى عليهما السلام ، ونصَّ على آل إبراهيم لخصوصية اليهود بهم ، وعلى آل عمران لخصوصية النصارى بهم ، فذكر تعالى جَعْلَ هؤلاءِ صفوة . أي مختارين نقاوة . والمعنى : أنه نقاهم من الكدر » .
وقال ابن عاشور :« فابتُدىء هنا بذكر ( آدم ونوح ) ، وهما أبَوا البشر ، أو أحدُهما .. فأما ( آدم ) فهو أبو البشر باتفاق الأمم كلها إلا شذوذًا من أصحاب النزعات الإلحادية الذين ظهروا في أوروبا واخترعوا نظرية تسلسل أنواع الحيوان بعضها من بعض وهي نظرية فاشلة . و( آدم ) اسم أبي البشر عند جميع أهل الأديان » .
khalil مسيلى نشيط
الجزائر : عدد الرسائل : 239 تاريخ الميلاد : 05/12/1988 العمر : 35 العمل/الهواية : طالب جامعي المزاج : جيد جدا الدولة : الجزائر نقاط : 59838 تقييم الاعضاء لك : 36 تاريخ التسجيل : 02/04/2009
موضوع: رد: الشُّبْهة لا يُرَدُّ عليها بشُبْهة: آدم الإنسان وآدم الرسول الجمعة مايو 22, 2009 2:04 am
ouali مدير منتدى المسيلة
الجزائر : عدد الرسائل : 2373 تاريخ الميلاد : 24/12/1982 العمر : 41 الموقع : http://msila.sd.ma المزاج : الحمد لله الدولة : الجزائر نقاط : 65624 تقييم الاعضاء لك : 56 تاريخ التسجيل : 30/08/2007
موضوع: رد: الشُّبْهة لا يُرَدُّ عليها بشُبْهة: آدم الإنسان وآدم الرسول الجمعة مايو 29, 2009 3:40 pm
بارك الله فبكى
الشُّبْهة لا يُرَدُّ عليها بشُبْهة: آدم الإنسان وآدم الرسول