افرحي يا ام البنات

لم تنصف النساء في اي حضارات الارض كما انصفها الاسلام، ورفع قدرها ، ولذا لم نجد فضائل تربية مذكورة في اي حضارة كما جاءت في الحضارة الاسلامية .

فالاسلام يجعل من تربية البنات الطريق الى دخول الجنات ، كما روى جابر بن عبدالله – رضى الله عنه – فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ، ويرحمهن ، ويكفلهن ، ويزوجهن ، وجبت له الجنة البتة )) .

قيل : يارسول الله ، فان كانتا اثنتين ؟

قال : (( وان كانتا اثنتين ))

قال : فرأى بعض القوم ان لو قالوا : واحدة ، لقال : واحدة .

وفي رواية اخرى : : (( من عال ثلاث بنات يكفيهن ، ويرحمهن ، ويرفق بهن فهو معى في الجنة )) .

ويرشد الاسلام الى ان تربية البنات ترفع الدرجات ، كما روى انس بن مالك رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من عال جاريتين حتى تبلغاء جاء يوم القيامة انا وهو )) وضم اصابعه .

ولفظ اخر : (( دخلت انا وهو في الجنة كهاتين ، واشار بااصبعه الوسطى والتي تليها )) .

قال ابن حبان : قولة صلى الله عليه وسلم ( كنت انا وهو في الجنة كهاتين )) اراد به في الدخول والسبق لان مرتبة من عال ابنتين او اختين كمرتبة المصطفى صلى الله عليه وسلم سواء .

وفي هذا دعوة الى العناية بالبنات تربية ، وتهذيبا ، وتغدية ، وارشادا سبب لدخول الوالدين الجنة ، وعلو منزلتهما ، وكل ذلك بسبب انجاب البنات وتربيتهن .

ويجعل الاسلام من العطف والشفقه على البنات من اسباب الفوز بالجنة .

وقد ابان الاسلام الحنيف ان تربية البنات ستر من النار ، كما روت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( من ابتلى من هذه البنات بشئ كن له سترا من النار))

اى امتحن بسبب البنات وقد اختلف في المراد بالابتلاء ، هل هو نفس وجودهن ؟ او ابتلى بما يصدر منهن ؟

قال العلماء : انما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ابتلاء لان الناس يكرهون البنات العادة فجاء الشي بزجرهم عن ذلك ، ورغب في ابقائهن وترك قتلهن بما ذكر الثواب الموعود به من احسن اليهن ، وجاهد نفسة في الصبر عليهن .

قال الحافظ العراقي - رحمه الله- : يحتمل ان يكون معنى الابتلاء هنا الاختبار اى : من اختبر بشئ من البنات ، لينظر مايفعل ايحسن اليهن او يسئ ؟

ويحض الاسلام على تربية البنات ، فهى حجاب الوالدين من النار فيروى عقبة بن عامر - رضى الله عنه – انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن ، واطعمهن ، وسقاهن ، وكساهن من جدته كن له حجابا من النار ))

وعن فضائل تربية ابنة واحدة ، يقول ابن عباس رضى الله عنه قال (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كانت له انثى فلم يئدها ، ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها _ يعني الذكور _ ادخله الله الجنة ))

وفي رواية اخرى : (( من كانت له انثى )) أي بنت او اخت .


وعن فضل من قام بتربية ابنتين او اختين ، يروى انس بن مالك _ رضى الله عنه فيقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من عال ابنتين او ثلاثا ، او اختين او ثلاثا ، حتى يبن او يموت عنهن كنت انا وهو في الجنة كهاتين واشار بااصبعه الوسطى والتى تليها ))

قال ابن بطال رحمة الله : حق على من سمع هذا الحديث ان يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ولا منزله في الاخرة افضل من ذلك .

الموضوع منقول للفائدة