صديقي·· من
كل الأعماق، أقول، كنت سعيدا برسالتك الشفوية، وأكبرت فيك وفاءك لكل تلك
اللحظات الجميلة التي تقاسمناها معا، هنا في الجزائر وفي القاهرة·· وسعدت
بحرصك على الرقي بعلاقاتنا لتتحول إلى صوت للحكمة الفعالة، وقوة خصبة تكون
بمثابة الحصن المنيع الذي
يحفظ جدار الأخوة بين شعبينا ويصونها أمام الريح العاتية التي أثارها السباق نحو المونديال بين فريقينا الوطنيين·
ولا
أخفي أنني ابتهجت لصراحتك برغم لغتك الدبلوماسية والرقيقة عندما قلت لي،
لك الحق أن تنتصر لفريقك الوطني، والحق لك أيضا عندما تقف بكل جوارحك
وحماستك إلى جانب فريقك القومي·· وابتهجت أكثر عندما تحدثت عن ضرورة
قيامنا كمثقفين وإعلاميين بجهد مشترك حتى لا تنحرف الحماسة والنصرة نحو
طريق الضغينة وتأجيج الكراهيات التي نحن في غنى عنها··
صديقي··
أثلج
صدقك صدري وأشاع كلامك الدافئ نور المحبة في قلبي ليس لك وحسب، بل لمثقفي
وإعلاميي مصر والذي أتمنى أن يكون صوتهم فوق أصوات زارعي أدواء الشوفينية
والفتنة··
أنت
تعرف يا صديقي، بحكم قضائك سنوات بين ظهرانينا مدى المودة التي نكنها لشعب
مصر ورموز مصر الثقافية بدءا من أحمد شوقي وطه حسين وتوفيق الحكيم وانتهاء
بنجم والابنودي·· وأنا اعترف يوم التقيت في القاهرة، لما كانت الجزائر
عزيزة على قلبك ومتغلغلة في وجدانك···
وأنت تعرف المعرفة كلها كم هو الجزائري متطرف في وفائه وحبه مثلما هو متطرف في غضبه عندما يُمس في كرامته··
ولأنك
تعرف كل هذا·· ها أنا أقول لك ومن كل الأعماق إن أيدينا في أيديكم لنجعل
من مقابلة الجزائر ـ مصر عرسنا جميعا، ورمزا لانتصار الأخوة والنفوس
الكبيرة على صغار العقول والنفوس··· دمت لي صديقا وفيا وأخا عظيما·
احميدة· ع