عدد الرسائل : 36 نقاط : 54771 تقييم الاعضاء لك : 17 تاريخ التسجيل : 11/05/2009
موضوع: الجزء الثاني من موضوع ادم الرسول وادم الانسان الخميس مايو 21, 2009 1:45 pm
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ممَّن اصطفى الله سبحانه ( آدم ) في آية الأعراف ، إن كان المراد به :( آدم أبو البشر ) ، والله تعالى يقول :﴿ الله يَصْطَفِى مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ ﴾(الحج: 75) ؟
هل اصطفاه من الملائكة ، أم اصطفاه من الناس ؟ وإن كان قد اصطفاه من الناس ، فكيف تمَّ اصطفاؤه منهم ، وهو أصل البشر كلهم ، وأبوهم ؟ أم أن لاصطفائه معنى آخر غير معنى اصطفاء من ذكر معه ، وهو أن الله سبحانه أسكنه الجنة ، وأسجد له الملائكة ، وعلمه الأسماء كلها ؛ كما قال أحد العلماء ؟
ثانيًا- قال الله تعالى في نوح ولوط عليهما السلام :﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ ﴾(التحريم: 10) . وقال في نوح عليه السلام :﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ﴾(الإسراء: 3) .
وقال في إبراهيم عليه السلام :﴿ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾(البقرة: 130) .
وقال في موسى عليه السلام :﴿ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ﴾(الأعراف: 144) .
وقال في إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام :﴿ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾(ص: 47) .
وقال في مريم عليها السلام :﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾( آل عمران: 42) .
وقال في يوسف عليه السلام :﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ ﴾(يوسف: 24) .
وتعقيبًا على بعض هذه الآيات قال الرازي :« فكل هذه الآيات دالة على كونهم موصوفين بالاصطفاء والخيرية ؛ وذلك ينافي صدور الذنب عنهم » . وقال في موضع آخر :« أنه تعالى حكى عن إبليس قوله :﴿ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾(ص: 82- 83) ، فاستثنى من جملة من يغويهم المخلصين ، وهم الأنبياء عليهم السلام .. وإذا ثبت وجوب العصمة في حق البعض ، ثبت وجوبها في حق الكل ؛ لأنه لا قائل بالفرق » .
والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه هنا : إن كان المراد بـ( آدم المصطفى ) : ( آدم أبو البشر ) ، فهل كان الثاني معصومًا من الخطأ والذنب ، وكان في منجى من إغواء إبليس له ؟
ثالثًا- ذكر الرازي في تأويل قوله تعالى :﴿ ذُرّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ﴾(آل عمران: 34) وجهين :
أولهما : ذرية بعضها من بعض في التوحيد والإخلاص والطاعة . ونظيره قوله تعالى :﴿ المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ ﴾(التوبة: 67) ؛ وذلك بسبب اشتراكهم في النفاق .
والثاني : ذرية بعضها من بعض ، بمعنى أن غير آدم- عليه السلام- كانوا متولدين من آدم عليه السلام . ويكون المراد بالذرية مَنْ سوى آدم .
والسؤال الثالث الذي يطرح نفسه أيضًا : هل يجوز في الوجه الأول تفسير ﴿ ذُرّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ﴾ ، في التوحيد والإخلاص والطاعة ؟ وهل يجوز قياس هذه الآية على قوله تعالى :﴿ المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ ﴾ ؟ وإن كان لا يجوز ، فهل يجوز على الوجه الثاني أن يستثنى ( آدم ) من الذريَّة ، فيكون المراد بهذه الذريَّة مَنْ سوى آدم . أي : نوح وآل إبراهيم ، وآل عمران ؟ وكيف يجوز هذا ، وآدم- عليه السلام- داخل في هذه الذرية التي بعضها من بعض ؟؟؟!!!
رابعًا- قال القرطبي عند تأويل لفظ خليفة :« والمَعْنيُّ بالخليفة هنا - في قول ابن مسعود وابن عباس وجميع أهل التأويل - آدم عليه السلام ، وهو خليفة الله في إمضاء أحكامه وأوامره ؛ لأنه أول رسول إلى الأرض ؛ كما في حديث أبي ذر ، قال : قلت : يا رسول الله أنبيًّا كان مرسلاً ؟ قال : ( نعم ) .. الحديث » .
واستطرد القرطبي قائلاً : « ويقال : لمن كان رسولاً ، ولم يكن في الأرض أحد ؟ فيقال : كان رسولاً إلى ولده ، وكانوا أربعين ولدًا في عشرين بطنًا ، في كل بطن ذكر وأنثى ، وتوالدوا حتى كثروا » .
والسؤال الرابع الذي يطرح نفسه هنا أيضًا : كيف يصح في فطر الناس وعقولهم أن يرسل الله سبحانه رسولاً لأولاد هذا الرسول قبل أن يولدوا ويتكاثروا ، والله سبحانه يقول : ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾(الإسراء: 15) ؟ ثم هل يجوز أن يتكاثر أولئك الأولاد عن طريق تزويج الأخ الذكر بأخته الأنثى ؟ وكيف يسمح آدم لنفسه ، وهو الرسول العاقل الروحانيُّ المتسامي بهذا النكاح الهمجي المحرم ؟ وهل يرضى الله سبحانه بمثل هذا النكاح ، فيبيحه ابتداء ، ولو اضطرارًا ، ثم يحرمه ؟
خامسًا- هذه الأسئلة ، وغيرها كثير ، نترك الإجابة عنها للعقلاء الذين لا يرون إلا رجلاً واحدًا اسمه آدم ، هو أبو البشر ، وهو الرسول الأول ، ويتهمون كل من خالفهم الرأي بالإلحاد ، ونختم بقول الله جل وعلا :﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ﴾(النساء: 82) ، وقوله تعالى :﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾(محمد: 24) .
ouali مدير منتدى المسيلة
الجزائر : عدد الرسائل : 2373 تاريخ الميلاد : 24/12/1982 العمر : 41 الموقع : http://msila.sd.ma المزاج : الحمد لله الدولة : الجزائر نقاط : 65494 تقييم الاعضاء لك : 56 تاريخ التسجيل : 30/08/2007
موضوع: رد: الجزء الثاني من موضوع ادم الرسول وادم الانسان الخميس مايو 21, 2009 4:45 pm
بارك الله فيك على المعلومات القيمة ربي يزيدك من علمو
omuma مسيلى نشيط
عدد الرسائل : 36 نقاط : 54771 تقييم الاعضاء لك : 17 تاريخ التسجيل : 11/05/2009
موضوع: رد: الجزء الثاني من موضوع ادم الرسول وادم الانسان الخميس مايو 21, 2009 6:36 pm
شكرا ويزيد جميع المسلمين
khalil مسيلى نشيط
الجزائر : عدد الرسائل : 239 تاريخ الميلاد : 05/12/1988 العمر : 35 العمل/الهواية : طالب جامعي المزاج : جيد جدا الدولة : الجزائر نقاط : 59708 تقييم الاعضاء لك : 36 تاريخ التسجيل : 02/04/2009
موضوع: رد: الجزء الثاني من موضوع ادم الرسول وادم الانسان الخميس مايو 21, 2009 7:17 pm
مشكورة الله يخليكي والله موضوع رائع ويستاهل اني اعطيكي الف شكر...... مشكووورة